الأحد، 21 يونيو 2015

هل كتاب أمثال القرآن لابن القيم تصنيف مفرد




      منذ عشر سنوات تقريبا حققت كتاب أمثال القرآن لابن القيم وخرَّجت أحاديثه تخريجًا موسعًا، ودفعته لأحد الناشرين، ودفع لي تسعمئة جنيها حقوق مالية عن التحقيق!.. ولكني بعد أشهر أخذت منه الكتاب مرة أخرى ودفعت له ماله وألغينا عقد النشر، لشعوري وقتها أن هذا من التعجل فلا يلزم أن ينشر كل عمل خصوصا في البدايات ، أيضًا رأيت طبعات كثيرة للكتاب بعضها متقن. 

وأخبرني بعض طلبة العلم أثناء عملي في الكتاب – إخبارًا يحمل الاستنكار - أن الكتاب ليس تصنيفًا مفردًا، إنما هو مستل من كتاب "إعلام الموقعين عن رب العالمين".
وكان ابن القيم رحمه الله قد أدخل هذا الكتاب بالكامل في فصل قياس الشبه في كتابه "إعلام الموقعين" .. فتدبرت هذه الدعوى مرة ثانية ولم أكن قد أعطيتها حقها من قبل، فترجح عندي بعد البحث أن الكتاب هو كتاب مفرد ألفه ابن القيم تأليفًا مستقلاً ثم أدخله بعد ذلك في الموضع المذكور من "إعلام الموقعين"، ومن أسباب ترجيحي 

- أن ابن القيم رحمه الله قال في مقدمة "القصيدة النونية"، في معرض كلامه في ضرب الأمثال في القرآن، وأهمية فهم تلك الأمثال: "وسنفرد لها إن شاء الله كتابًا مستقلاً متضمنًا لأسرارها ومعانيها، وما تتضمنه من كنوز العلم، وحقائق الإيمان، وبالله المستعان، وعليه التكلان." اهـ [توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم (1 /33) ط. المكتب الإسلامي].

وهذا بالفعل ما قام به في هذا الكتاب، فلو كان جمعه أمثال القرآن بهدف الاستشهاد بها في باب قياس الشبه لاكتفى بمثال أو مثالين.. 

- أن الحافظ ابن رجب ذكر الكتاب ضمن مؤلفات شيخه ابن القيم [ذيل طبقات الحنابلة 2 /450]، وابن رجب رحمه الله من تلاميذ ابن القيم المتأخرين، بل يقول ابن رجب: "ولازمتُ مجالسه قبل موته أزيد من سنة." اهـ  وصنيع ابن رجب يؤكِّد أن الكتاب أملي مفردًا في حياة ابن القيم. وربما بعد إملائه مفردًا أدخله المؤلِّف في "إعلام الموقعين" .

- أن الكتاب له نُسَخ خطية كثيرة في صورته المفردة..